الأربعاء، 25 أكتوبر 2023

مصابيح الفرح

 ‏مصابيح الفرح 


في هذه الحياة، تتجسد الفرحة بعدة امور في المناسبات الاجتماعية، والفطرة الإنسانية مجبولة على الفرح،وخاصة عند تلبية الوليمة ورؤية ومشاركة الأقارب والاحباب ستشرق على قلوبها نورا وسرورا. 

إن الإنسان لا يشعر بالسعادة بمفرده، بل سعادته تتسع عندما يجد أقاربه واصدقاءه ،وقد شاركوه فرحته،

والإسلام عندما يحث عن صلة الرحم فإنه يهدف إلى تأكيد مشاعر الأخوة الإسلامية، وإزالة بعض ما يقع بينهم من تنافر وشقاق،

وبعض الناس للأسف يستكثرون على الآخر ،الشعور بالفرح أو التعبير عنه، أثناء حضوره و ينعكس عليه سلوكا، فتجده متأفف او حزينا او مكتئبا أو مجبر على الحضور، تعرفهم بسيماهم من أول لقاء، فتجده عبوسا قمطريرا، يتطاير الملل من عينيه ،

مما يؤثر على صاحب المناسبة سلبا ،وعلى الآخرين، وعليه يجب أن تكون المشاركة نابعة من القلب، مع ابتسامة حانيه،وسعادة صافيه، وليست مجاملات شكلية فقط ،

 لأن إدخال السرور على المسلم، وطلاقة الوجه والبشاشه، تصرف راق، وخلق نبوي ، وهو من  المعروف والصدقة قال ﷺ «لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق»[4]،

 فلا يقابله بالوجه العبوس، ولا بالكلام السلبي، بل يتودد إليه، ويبادله المحبة واللطف 

«والكلمة الطيبة صدقة»[5]، 

و«تبسمك في وجه أخيك لك صدقة»[6].


غير إن المتأمل في حال المجتمع اليوم، يرى أنه يعاني من تطرف في أدبيات المناسبات ،أضحت وسيلة للوجاهة والفخر والمباهاة ،والتقليد والمكايدة، التي تبحث عنها بعض العائلات بكل لهفة واستماتة. رغبة في إظهار أفراحهم، أنها الأجمل والاشهر والافضل.

 وهذا يؤدي لمناسباتٌ خاوية من السعادة والفرح ،تفتقد للراحه والإطمئنان واحترام الضيف، والتي تتتمثل في الأغاني ذات الاصوات الصاخبة المتواصله، و المبالغة في الاهازيج التي يتداولها الناس في الأعراس.  وتحت فقاعة المظاهر، ضاعت كثير من الاسر ،فلنحذر من التفاخر،  والتكلف في مظاهر الفرح.


كما أن الدعم والمساعدات النفسية أو المادية، للأقارب والأهل لها أجر كبير، وهذا واضح في أكثر من حديث نبوي، ومن ذلك ما رواه مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: دينار أنفقته في سبيل الله، ودينار أنفقته في رقبة، ودينار تصدقت به على أهلك أعظمها أجراً الذي أنفقته على أهلك.


 في النهاية لنكن اكثر وعيا ،ولنتحرر من  فيروس المباهاة

و المفاخرة، الذي أصاب الكثير من مناسباتنا الإجتماعية ونشارك الاحباب بقلوب محبة تسعد لفرحهم وتبادلهم بهجتهم حينها  

يتحقق التوازن والفهم الحقيقي للواقع، وهو الفاصل في جميع امورنا، والذي يساعد بشكل رئيسي في حل عقدة الانفصام بين المظهر والمخبر؛ 

لنعيش حياة خالية، من التكلف والتصنع ،الذي أفقدنا الكثير من انسانيتنا وسعادتنا وطبيعتنا .


دمتم بود 


الكاتبة ندى محمد صبر

الجمعة، 22 سبتمبر 2023

الاستحقاق الذاتي

 الاستحقاق الذاتي



كل إنسان يستحق الأفضل، في كل أمور حياته الإجتماعية والشخصية والأسرية، وهذا شعور جيد لتحقيق الامنيات والوصول للإنجازات ،ولكن أن يبالغ الشخص في استحقاقه ،إلى حد الهوس والتعالي والكبرياء ،ويطالب بإمور غير واقعية، كاستحقاقه لأفضل مكانة  وأعلى مستوى، وأفضل تعامل استثنائي، بدون تقديم إنجازات ونجاحات ،بل يفتقد للإمكانيات والمهارات والخبرات، عتدها سيكون هذا الاستحقاق استحقاقا غير واقعي.

 ‏

الاستحقاق علاقة تكاملية، بين تقدير الذات وبين الامكانيات، والمكانة التي يرغب أن يكون فيها، هو عبارة عن مزيج من أهداف، ترتبط بإمكانيات الشخص وطموحه، للحصول على ما يريد ،ونستخلص من ذلك ،بأن درجة الاستحقاق تختلف من شخص لآخر ،بحسب هذا المزيج من الموروثات الثقافية والبيئية،

و يعتمد هذا الاختلاف ،على كمية المعتقدات ،التي ارتبطت معه منذ الطفولة، ويبدأ من إهتمام ورعاية الوالدين، والمجتمع يساعد في تنمية هذا الإحساس .

  قال تعالى : "واتاكم من كل ما سألتموه "

من خلال الآية، نستنتج أن الله سبحانه وتعالى ،قد يسر لنا أن ندعوا بما تكنه صدورنا من أمنيات ، ووهبنا الكثير من القدرات، التى تمكننا من تحقيق هذه الاهداف ، فما أكرمك يا الله.


 الاستحقاق الذاتي، لايعني كما قال إبليس (أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ)

أن تقول إنك تستحق الأفضل ،فذلك يعني أن لديك ما تتميز به فعلا وليس قولا، أن تصبح أفضل من ذي قبل، سواء ماديا اجتماعيا مهنيا أو أي جانب كان، مقارنة بنفسك وليس مع الآخرين ،بعيد عن التعالي والخواء والانانية.

وللاسف البعض يعتقد أنه يستحق أفضل الفرص، لأنه يحمل جنسية معينة ،أو ينحدر من منطقة أو طبقة معينة، ويحق له اكثر من غيره، بينما هي سمات النرجسية ،

فدائما الأواني الفارغة تصدر اصواتا عاليه.

طور من افكارك بالعلم والاطلاع … وغير السلوكيات التي لا ترضى عنها، لأنها تابعة لافكارك ، ولا تسعى للكمال ،و درب نفسك على المرونه و الانجاز ، لتكن واقعيا، وتصل للتطوير وتحقق الاهداف.


ودمتم بود 


الكاتبة/  ندى محمد صبر


@nada_sabor

الأحد، 4 يونيو 2023

السِّتِّير

 


(السِّتِّير)

 ( إن الله حيِّي سِتِّير ) أي من شأنه حب الستر ،ساتر يستر على عباده، ويُحب من عباده، السّتر على أنفسهم،

 ويبغض المجاهرة والمفاخرة بالمعصية،

إن التخلق بإسم الستير، وعدم فضح الذات ،من اخلاق المؤمن،وواجب علينا جميعا أن نتعلم ثقافة الستر، لأنه يحافظ على النفس البشرية عامة ،وحصن حصين للنساء خاصة،

ومن الدعوات التي نرددها دوما ( اللهم استر عوراتي) فليس من الوعي، أن ندعوا الله بأن يستر عوراتنا،ونفضحها باأنفسنا،

قال صلى الله عليه وسلم - لأصحابه: "استحيوا من الله حق الحياء. فقالوا: يا رسول الله إنا نستحي . قال: ليس ذاكم، ولكن من استحيا من الله حق الحياء فليحفظ الرأس وما وعى، والبطن وما حوى، وليذكر الموت والبلى، ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا، فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء" .

قال صلى الله عليه وسلم «إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ حَيِيٌّ سَتِيرٌ، يحب الحياءَ والسَّتر؛ فإذا اغتسل أحدُكم فليستتر»

 الحياءخلق ملازم للستر ويبعث على فعل الحسن ، وترك القبيح لأن الإنسان ليست جسداً فقط، وإنما جسدٌ وروحٌ، فنحن مُطالبُون بالمحافظة، على حياءنا ،وعلى عقيدتنا وأخلاقنا ،وأن نتمسك بديننا الحنيف.

إن الدعوة إلى الستر والإحتشام، هي دعوة إلى الرقي بالمرأة خاصة، والأخذ بيدها نحو الرفعة، إحتراما لنفسها وصونا لسمعتها وأنوثتها ، 

 السّتر يحتاج إلى إرادة، وتصحيح مفاهيم.،وترويض للنفس البشرية، والابتعاد عن السموم الفكرية والأخلاقية،

التي تطالب بحقوق المرأة، وتمردها والإهتمام الحصري، بمظهرها الخارجي ،وإظهار مفاتنها الجسمية ،فلقد أصبح الحال في إنحدار ،لتنصرف عن كل ما يغذي عقلها، ويصقل روحها ، 

ولابد ان تدرك كل إمراة، أن الستر ليس عيباً والعفاف ليس عاراً ،لأن الستر والعفاف يكبح الشهوة الحيوانية، ويقنن الفطرة البشرية ،فتصان الروح ،ويحفظ العرض والنسب، 

كما قال الشاعر الحكيم:-يا خادم الجسم كم تشقى لخدمته أتعبت نفسك فيما فيه خُسرانُ أقبل على النفس فاستكمل فضائلهافأنت بالروح لا بالجسم إنسانإ



الكاتبة / ندى محمد  آل صبر 

الاثنين، 17 أبريل 2023

لنجعل حياتنا كلها سلام

ما هذا السّلام الذي يعمّ العالم ؟


 ‏نتعايش مع رمضان، بكل اجواءه وتفاصيله، وعباداته وعاداته وتقاليده، وطقوسه وآدابه.

 ‏في رمضان تسقط عنجهية النفوس، وتنغمس في ماء الطهر ،

فطابع الصوم يغيّر رتابة الحياة، ‏فهو عبادة روحية وجسدية، تكسب المؤمن سعادة، وسمو وظبط للنفس، فتهذبها وتنقيها وتصلحها للارتقاء بها،هنا تبدو قوة الإنسان، في قدرته على كبح هواه، لأن الخير كله في إدارة النفس،

  قال المولى عز وجل  «قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها»

النفس إذا كرُمت وطهُرت، استقامت لها الجوارح والحواس، وأما إذا انطلقت إلى الهوى واتباع الشهوات، بلا عقال أو تعقّل، فسدت وأفسدت،إصلاح أخلاق النفس واكتساب الأخلاق الفاضلة، وإزالة الأخلاق الرذيلة ، يتم بتكرار الأعمال الصالحة والمداومة عليها ، يسترجع نفسه، من حالة الانغماس الدنيوي، الذي يقوم على الحياة المادية والغريزية ،إنَّ تِّكرَار السلوك فِي جَانِب الإصلَاح لَه دَوي السِّحر، 

لأنها تتجمع الكَثَافَة الحسِّية الإيجَابيَّة، دَاخل العَقل البَاطِن، وبالتَّالي يحقِّق التغيير .

قال «أبي سفيان العاصي» «التِّكرَار يُعلِّم الأحرَار، ويُرشد الأخيَار، ويُصلح الأشرَار»..!!

كثير من الناس يجدوا صعوبة في التغيير ،ويتعذرون بذرائع وحجج شتى،  ويمكن لأي إنسان أن يتغير إن أراد، يحتاج فقط إلى امتلاك الإرادة القوية، والعزيمة الصلبة، لكي يكون قادرًا على تحقيق التغيير الإيجابي، إن شهر رمضان فرصة عظيمة، كي ينقاد فيها الإنسان على التغيير، إلى الأصلح والأنفع ،لأن الصائم ساكن النفس ، مستقر البال ، نظيف الصدر ، يظهر أثر صيامه على جوارحه، وهو وقاية عن الشرور والآثام.

اصون نفسي كما صنت باطني بالصيام والمعاني العظام. لا أصوم إلا لأجله سبحانه " يَتْرُكُ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ وَشَهْوَتَهُ مِنْ أَجْلِي الصِّيَامُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا".


أن أردت حقا أن تتغير، فرمضان هو المحك، والفرصة أمامك، بشرط أن تخلص النية ،وتعمل من أجل الله عز وجل ومن أجل نفسك، ومن أجل كل من حولك ، أن الله عز وجل لا يغير ما بقوم.،حتي يغيروا ما بأنفسهم.

اصطحبو رمضان  إلى باقي حياتكم ،رمضان ليس شهراً ، بل أسلوب حياة، افسحوا  المجال لأنفسكم، للخروج من رمضان وقد تحقق التغيير 

الصلاة والصيام وباقي العبادات، وكل أعمال الخير لاتنتهي .

"واعبد ربك حتى يأتيك اليقين"




الكاتبة / ندى صبر 


@nada_sabor






 


 


الخميس، 23 مارس 2023

اخلاقيات العمل

 إتزان الفكر،وسلامة الفطره ،وثبات القيم الإنسانية ،هي اُسس تقوم على الإصلاح الحقيقي للنفس البشرية، فمن فسدت فطرته ،وأختل فكره ،وتلوثت قيمه ،سقطت عبادته.

وهذا دليل أن الاصلاح للمشكلات التربوية والاجتماعية، يبدأ من إصلاح النفس وعودتها للفطرة.

الانفتاح جعل للفرد الحرية الكاملة، لأن يعبر عن نفسه ويشبع احتياجاته النفسية والبيولوجية.

وكما أصبح الاختلاط بين الرجال والنساء، يتطلب تعاونا مشتركًا ودافعاً للإبداع والتميز، كان لابد ان يكون للنساء بالذات، ضوابط وقيود شرعية ،في الحجاب والزينه ،والكلام والسلوكيات تتماشى مع ( الذوق العام ) للمحافظة على فطرتهن، الأنثوية والإنسانية.

قال الرسول صلى الله عليه وسلم “ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء”

كما أن ديننا حرص على ستر المرأة ،وذلك في اللباس المحتشم، لأن المظهر الخارجي للمرأة، يلعب دورًا هامًا ،وهو سبَبِ انتشارِ ظاهرة التحرُشِ ، وهو الذي يميز المرأة الحرة العفيفة الجادة، من المرأة اللعوب المستهترة،فلا يتعرض لها احد، لأن لبسها وأدبها، يفرض على كل من يراها احترامها. 

 قال تعالى وإن يَسْتَعْفِفْنَ خيرٌ لَهُنْ

فما أجمل أنْ يقذِف اللّٰه في قلبِ المرأة، حبّ الحشمة والعفة، فلا ترضىٰ بغيرِ السّتر عملاً بأمر اللّٰه، في زمنٍ أصبحت الحشمة والعفاف أمرٌ يثير عجب النّاس وغرابتهم


  قال تعالى: (ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها ولْـيَـضْرِبْنَ بخُمُرِهِنَّ على جيُوبهن). (النور: 31) 

 ومن الزينه ايضا ،صيحات الميك اب المنتشره بكل انواعها، ناهيك عن العطر ، وتهاون النساء في استخدامه ، ولنقف يانساء المؤمنين، لحظات أمام قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أَيُّمَا امْرَأَةٍ اسْتَعْطَرَتْ فَمَرَّتْ عَلَى قَوْمٍ لِيَجِدُوا رِيحَهَا فَهِيَ زَانِيَةٌ، وَكُلُّ عَيْنٍ زَانِيَةٌ»،

 أي المرأة التي تتعطر ،لجذب انتباه ،وشهوة الطرف الآخر،

غير النعومه والدلع في الكـلام، والضحك والقهقهات، التي صرح الله عنها، وقد قال تعالى: (فلا تَخْـضَعْنَ بالقول فيطمع الذي في قلبه مَرَضٌ وقلن قولاً معروفًا).

ايضا المشي والحركه، لابد ان تكـون بعيدًا عن الإغـراء والإثارة، ولا تتمايل ،كما وصفهن الحديث الشـريف بـ ”المميلات المائلات ” 

كلها سلوكيات نتيجة التحرر الخاطئ ،او أنهن يعانين من عقدة نفسيه، وأول عقده لديهن هي عقدة الشعور بالتناقض والازدواجيه ..! 

فالأقوال تتنافى مع الافعال تمامًا،

ونقول أننا محافظون ، وسلوكياتنا تعكس ذلك.


فليكن في تعاملنا حدود وظوابط، حفاظا على اخلاقنا وسمعتنا،ولو أراد الجميع أن يكونوا احرارًا،

وتركوا الحبل على الغارب،  فسوف يؤدى ذلك إلي انهيار المجتمع, وتمزق نسيجه ,وسنفقد هويتنا،

 لان الشرف، يكمن في كل الأخلاقيات، لا الحجاب فقط".

فالإسلام لا ضرر فيه ولا ضرار، ومن تعاليمه تهذيب الاخلاق والالتزام بالنظام، والاحترام والانتماء لمجتمعنا ،الذي ينمي القدرات ويشبع الاحتياجات، لبناء للفرد والمجتمع على حد سواء،

فالمرأة منذ الجاهلية لها قيمتها ومكانتها ،  كما قال عنترة بن شداد 

‏وأغضّ طرفي ما بدت لي جارتي 

حتى يواري جارتي مأواها


إني امرؤٌ  سمح الخليقة  ماجدٌ

لا أتبع النفس اللجوج هواها 


الكاتبة / ندى صبر 

@Nada_sabor

السبت، 25 فبراير 2023

🤍 آلُ صَبْرِ 🤍


 سِلُو قَلْبِي هَلْ جَمَالُ هَذِهِ اَلْأَرْوَاحِ لَهُ صَوَابًا


 فَبَيْنِ ضُلُوعِي دَمَ وَلَحْمَ تَثْكِلْ اَلشَّبَابَا فَقُلْتُ ثَابَا


 وَأَحْبَابِ سُقِيَتْ بِهُمْ حُبًّا وَعَزَا وَكَانَ اَلْوَصْلُ مِنْ قَصْرِ أَحْبَابًا


 وَإِنْ سَأَلْتُمْ اَلْقَلْبُ فَفِي حُرُوفِ قَلَمِي اَلْجَوَابَا


 لِيُلْهِمِنِي قَلَمِي وَيَهْتَزُّ طِرْبَانَا 


وَيُدَوِّنْ أَحْرُفًا فَوْقَ اَلْإِحْسَانِ إِحْسَانًا


 اَلْحُبَّ يَأْتِي بِنَا تَرْتِيلاً وَإِعْلَانًا


 وَتُسْعِدُ اَلْعَيْنُ وَالْقَلْبُ وَلَهَّانَا


تَتَزَاحَمُ اَلذِّكْرَيَاتُ كُلَّمَا ذَكَرَتْ أَجْدَادًا تَحَابُّوا مِنْ اَلتَّارِيخِ أَزْمَانًا


فِي كُلِّ وَقْتٍ أَهِيمُ بِالدَّعَوَاتِ لِتَبْقَى عَائِلَتِي لِلْعِزِّ دَارًا وَسُكْنَانَا


 تَمُرّ أَمَامَ عَيْنِي ذِكْرَيَاتٍ شَاخِصَةً لِسَيِّدِي ( عَلِي ) فَقَدْ سُقِيَتْ اَلْحُبَّ مِنْهُ عُنْوَانًا 


( بَكْرْ وَعَلِي وَمُصْطَفَى ) عَلَاقَةَ أُخُوَّةٍ فَاضَتْ لَنَا مَجْدًا وَعَزَا نَتْلُوهَا أَوْطَانًا


 كَانُوا لَنَا صُوَرُ فَقَدْ مَدُّوا لَنَا شُمُوخُ اَلْقُوَّةِ بِصِدْقِ مُدًّا وصِيعَانَا


 كَدُرَرِ سَكَنَتْ فِي اَلْقَلْبِ كَأَنَّهُمْ اَلنُّورُ إِنْسَانًا


 فَاضُواَ عَلَيْنَا كَنَخْلِ كُلّهُ خَيْرًا وَإِحْسَانًا


 فَقَدَ نَحَتُوا اَلْقُلُوبُ شَغَفًا وَحُبًّا وَبنُّوهَا بُنْيَانًا


 تَنَاثَرَتْ أَسْمَاءَهُمْ كَمَعْزُوفَةِ تُرَتِّل بَيْنَ اَلْعَوَائِلِ تَرْتِيلاً وَآذَانًا 


( آلَ صَبْرٌ ) تَارِيخِ لَهُ مَحْبَرَةُ نَقْشٍ عَلَى وَرَقِ حَتَّى بَلَغَ اَلْأَرْجَاءَ إِذْعَانًا


 ( آلَ صَبْرٌ ) طَابَتْ اَلنُّفُوسُ حُبًّا لَهُمْ فَهْمُ لَنَا عَزَا وَسَلْوَانَا 


فَبَارَكَ اَللَّهُ فِي جَمْعَةٍ لَهَا مُدًّا وصِيعَانَا


 وَبَارَكَ اَللَّهُ فِي عَائِلَتِي كَأَنَّهَا غَيْثْ جَاءَتْنَا هَتَانَا


 تَرَابُطِ اَلْأَحِبَّةِ نُورًا يَشِعُّ بِنَا وَحَوْلنَا اَلْأَقَارِبُ وَالْأَرْحَامُ أَعْوَانًا


عَيَّنَ اَللَّهُ حَارِسَةً لِكُلِّ وَآصْلٍِ مُحِبًّا لِلْخَيْرِ تَرْعَاهُ وَيَرْعَانَا 





اَلْكَاتِبَةَ / نَدَى صَبْر 

@ nada _ sabr

الثلاثاء، 31 يناير 2023

فتياتنا على شفا ثقب

فتياتنا على شفا ثقب


ظاهرة ‏وصلت إلينا, وتفاقمت في الأونة الأخيرة, ‏إنتشرت بين فتياتنا, تُنافس الوشم ‏بشكل ملفت للإنتباه, إنها موضة الـpiercing، 


البيرسينج ( التخريم),  يطلق عليه فن الجسد، وهو عبارة عن ثقب في أحد أجزاء الجسم يزين هذا الثقب، بالاكسسوارات أو المجوهرات ،من الذهب او الفضه.


تختلف الأسباب حول عمل التخريم ،فقديماً كانت تتم ممارستها لأسباب دينية وروحية، أو كشكل من عادات قبلية وثقافية، أو كتعبير عن الهوية. واليوم نجدها على وجوه شهيرات الغرب الشابات ،وخاصة مغنيات الـRock.


  أكثر أنواع التخريم انتشاراً وطلبا منذ القدم، هو ثقب شحمة الأذن الصغيرة الأمامية للأذن. المتعارف عليها ،وقد وجدت أدلة على وجود ثقب الأذن في أحد الممياوات المحنطة، من مدة لا تقل عن 5000 آلاف سنة.


  لكن التخريم المقزز ،المتعدد الأماكن في حتار الأذن والزنمة وفي صوان كلتا الاذنين، وذلك بوضع دوائر كبيرة مشمئزة، تحمل أشكالا فظيعة من الأقراط، والقطع المعدنية الغريبة، وتصل الثقوب في كل أذن إلى سبعة، كل واحد يرمز إلى شيء معين، علامة على التحرر والجراءة، و الميول والشذوذ الجنسي.


 واول ظهور لها عند "عبدة الشيطان" الذين تمرَّدُوا على الأديان، وأرادوا أن يُرسِّخوا بيننا دينًا آخرَ سمَّوه بـ"مذهب الشيطان"


ومن ثم تخريم الانف، عرف في الثقافة والأزياء الهندية ،ويعني ان المرأة متزوجة”


ويتم عمل تخريم الأنف، في مكان مضمون،لأن محاولة عمل الثقب أحيانًا في مكان خطأ، يؤدي الى إتلاف الأعصاب الحساسة في الأنف؛


 والخطر الأكبر عند تخريم الحاجب؛ حيث توجد أعصاب العين الحساسة، وأي خطأ قد يتسبب في العمى لصاحبه، والتخريم في اليسار يدل على المثلية والتمرد.



تخريم الصرة، بدأت من النساء العاملات والراقصات في النوادي ،ويعتبر البعض ثقب الصرة، بأنها تمثل علامة على الفجور والسطحية، أو يرتبط بالفتاة الوقحة فتاة الليل.



 اما تخريم اللسان، فيعكس الشبقية الجنسية للمرأة ،عرفت به نساء غير مسلمات، بل هو شعار المومسات في بعض البلاد الغربية،


 ‏

وبرغم إقبال الكثير من فتياتنا على التخريم، وتمارس بغرض الزينة ،إلا أنها تحمل مضاعفات خطيرة وعديدة،



 احتمال أن ينتقل إليها عدوى الفيروسات، ( فيروس الكبد الوبائي) من أي شخص مريض، استخدمت له نفس الأدوات ولم تعقم،

وتسبب ‏الحساسية والالتهابات المفرطه،


غير انها جروح جسدية تعذيبية ،تمزق الجلد وتترك ندب مشوهة، لاتلتئم في مدة قصيرة، بعضها تاخد سنوات .


قال تعالى: وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ


 إن أي ظاهرة لم تولد مجازفة، والسلوك لا ينبعث من فراغ، فلكل حادث محدث، ولكل نتيجة سبب يفضي إليها.


وبين من يدرك المعنى، ومن يتبع “التقليعه"


 لابد من معرفة الاسباب ،التي تدفع إلى عملها ،


هل هو حب التميز والتغيير أم التمرد على المجتمع والاستقلالية ؟


الجواب / قال الله تعالى: ولآمرنهم فلا يغيرن خلق الله ومن يتخذ الشيطان ولياً من دون الله فقد خسر خسراناً مبيناً ، 


 أو زينة للشهرة ،ولفت الانتباه والإعجاب ؟ 


 ‏الجواب / هو تشويه أقرب منه إلى التزين.


الحديث النبوي «مَنْ لَبِسَ ثَوْبَ شُهْرَةٍ فِي الدُّنْيَا أَلْبَسَهُ اللَّهُ ثَوْبَ مَذَلَّةٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ».


 أو سلوكًا لأسباب جنسية ؟


الجواب / قال رَسُولَ اللَّهِ  صلى الله عليه وسلم « لاَ ضَرَرَ وَلاَ ضِرَارَ مَنْ ضَارَّ ضَارَّهُ اللَّهُ وَمَنْ شَاقَّ شَقَّ اللَّهُ عَلَيْهِ »


أم مجرد تقليد أعمى للغرب؟؟


الجواب / 

في الحديث: ( مَنْ تَشَبَّهَ بقوم فهو منهم )


ويصفهم الشاعر


لا فرق بين مقلد وبهيمةٍ 


تنقاد بين جنادل ودعاثر.


 وفي الآخر ماكان للتقليد أن ينتشر و يتربع على عروش الأفئدة،لولا الجهل ينازع القبح في اتباعُ الهوى إن التخريم قراراً يتطلب التزاماً كبيراً وتفكيراً جيدا قبل الوقوع في جرف هار 

 

فكُوني مميزة فكريا ودينيا واخلاقيا وثقافيا 


 الكاتبة / ندى صبر


 ‏@nada_sabr