الأربعاء، 29 مايو 2024

نبته تحتاج الى رعاية

 نبته تحتاج الى رعاية 



العلاقة السليمة كالنبتة ،تحتاج إلى الرعاية الدائمة والاهتمام والمتابعة، والتسديد والمقاربة،بحيث لا يتجاوز المرء الطبيعة البشرية بالمبالغة، ولا ينساق وراء اللا مبالاة ، فتكون النتيجة وخيمة، تبدأ بالإهمال وتنتهي بضبابية الأولويات وغيابها، والتقاعس عن القيام بالمهام التي تقتضيها العلاقة الأسرية والاجتماعية ، ويكون نتيجة ذلك الإهمال العاطفي والصحي والنفسي، وتعطيل للاحتياجات التنموية والتطويرية، للواجبات الأبوية.الاهمال يعتبر الموت السريري، والإعدام البطيء لروح أي علاقة ،وكما نعلم أن الأسرة، هي الأساس في التربية والتنشئة والوقاية، وهذه مسؤولية ،ليست سهلة ولا بسيطة، ولا مقصورة على الطعام والملبس والمشرب فقط بل تشمل 

زرع القيم وتأصيل الخير وتعميمه..

 والتمييز بين الصالح والطالح ،وبين القبيح والمليح، والخير من الشر، والمفيد من الضار.

 وهذا هو التحدي في التكاتف لتربية سليمه، تأسيسها عميق ،

و يؤدي ضعف متابعة الوالدين إلى خلق حاجزاً نفسياً… 

ويكونوا فريسة وضحية لأصحاب السوء…

 وانحرافات لاتحمد عقباها ،خاصة إذا كانوا في سن مراهقة، تزداد المشاكل تعقيد، فالأب والأم مسؤولان ، عن تفهم المرحلة التي يمر بها كل منهم. وسيكونوا قريبن من والديهم، و يبوح إليهما بكل ما في داخلهم،

أنّ الأبناء يرون في أمهم صديقةً لهم،حيث يشاركونها أوقاتهم ويستشيرونها ،و يتّخذونها قدوةً لهم ويتأثّرون بها،

 لذلك فالأم هي المسؤوولة الأولى، عن تكوين شخصياتهم بطريقة إيجابية، وأن تعلمهم الطريق السليم، بغرس بذور العقيدة والأخلاق ،في سلوكياتهم وان تحاورهم وتهتم لكل امورهم، وتطويره وان يتطابق تفكيرهم مع تصرفاتهم،

وبذلك تكون قد عملت على سلامتهم النفسية، لإيصالهم لبر الأمان.




الكاتبة / ندى محمد صبر 

@nada_sabor

الخميس، 2 مايو 2024

مطر منهمر

 رمضان كالمطر المنهمر رحمات متتاليه وحسنات وخيرات مضاعفه، فهو فرصة للنفس إذا كرُمت وطهُرت، واستقامت لها الجوارح والحواس، وأما إذا انطلقت إلى الهوى واتباع الشهوات، بلا عقال أو تعقّل، فسدت وأفسدت، فلا تكن شخص تصنع الحسرات بإدراك رمضان ولاتستغله ولا يغفر لك.

 

إسترجع وحاسب نفسك، من حالة الانغماس الدنيوي، الذي يقوم على الحياة المادية والغريزية ،فإصلاح أخلاق النفس واكتساب الأخلاق الفاضلة، وإزالة الأخلاق الرذيلة ، يتم بتكرار الأعمال الصالحة والمداومة عليها.

 

قال «أبي سفيان العاصي» «التِّكرَار يُعلِّم الأحرَار، ويُرشد الأخيَار، ويُصلح الأشرَار»..!! إنَّ تِّكرَار السلوك فِي جَانِب الإصلَاح لَه دَوي السِّحر فنجده في شهر الخير فقد يسر الله لنا الطرق للوصول للغاية المنشودة، وهذا دليل على عظمة الانسان المسلم عند الله، حيث ربط الله الشياطين المرده، وفتح الله لنا أبواب الجنة الثمانية ،واغلق أبواب النار ،وينادي منادي من السماء ياباغي الخير اقبل ،وياباغي الشر اقصر، غير مضاعفة الحسنات.

 

كثير من الناس يجدوا صعوبة في التغيير ،ويهربون من رحمه الله ويتعذرون بذرائع وحجج شتى، اغرتهم الملهيات، وجرفتهم الشهوات، إن شهر رمضان فرصة عظيمة، كي ينقاد فيها الإنسان على التغيير، إلى الأصلح والأنفع ،لأن الصائم ساكن النفس ، مستقر البال ، نظيف الصدر ، يظهر أثر صيامه على جوارحه، وهو وقاية عن الشرور والآثام.

 

فقط يحتاج إلى امتلاك الإرادة القوية، والعزيمة الصلبة، لكي ينال رحمه الله، وقادر على تحقيق التغيير الإيجابي.

 

الأربعاء، 1 مايو 2024

ترند الجمال

 ترند الجمال 



 أثبتت الأيام أن معايير الجمال تتغير بتغير الزمن، لأن ما نراه جميلا في عصرنا هذا، لم يكن مستحسن في الماضي.لان القبح سيشمل من كان يعمل به 

وشاهدنا كيف صارت الشفاه الغليظة مرغوبة، والتي كانت تثير السخرية في الماضي، و لون البشرة السُمراء تنفق عليها الاموال،وغيرهم من المتغيرات الجماليه،

كان معاوية رضي الله عنه يقول : معروف زماننا مـنكر زمان قد مضن ومنكره معروف زمن لم يأت -

ولا يمكن أن نَفْصِل العمليات التجميلية ،التي تتكاثر في أيامنا هذه كتكاثر الفطر في البريّة عن المجتمع،

ولكن تظل سمات مشتركة، ومتفق عليها لمعايير الجمال، بين الثقافات والشعوب متوارثة ،فمعظمهن يتمتعن بقدرات داخليه فطرية انثوية، ونفسية ثابته وفريدة، من نوعها بحكم طبيعة جنسهن


وعلى عكس المظهر الخارجي، فقد خضع لتغييرات متباينة ومتتالية، لعدة اسباب ! فهناك من يقصد طبيب التجميل لمعالجة تشويه خلقي، أو بعد تعرضهم لحادث، ومنهم من يقصد طبيب التجميل  تشبها بالمشاهير وتتبع الموضة فيتبعونها مثل اتباع آخر الصيحات( الترند ) في الملبس، وهؤلاء نجدهم غير راضين عن مظهرهم، ويعتقدوا أنه إذا أصلحوا شيئا في الخارج ،فإن ذلك سيملأ النقص الذي يعانوا منه، تناسوا ان عدم الرضا "داخليا وليس خارجيا"،


فكثيراً مااجد ارآء تسويقية، مغمورة بفيض من النصح المشوق،  على إجراء هالعمليات التجميله ،من تصحيح للأنف ونفخ الخدود والشفاه، وتكبير الصدر  ونحت الجسم،

وهذه النصائح المشفقة، تأتي مع إغراءات تتماشى مع الواقع المتحضر، وإنها تزيد الجمال،

 وأمام كل هذه العروض، اقول لهم «لكني مقتنعه و أحب شكلي »  يصمت البعض احتراما لرأيي، في حين يصمت آخرون ،وأشعر بنظراتهم شفقةً، عليّ من حالة الإنكار والرجعية التي أعيشها!


هنا لابد من التفريق بين الهوس، و الأمر الضروري والمستمر لتغيير أي شيء في الجسم، وتعديل أو تجميل الجسم، وان لايصل للهوس لعمليات التجميل، وهي حالة مرضية وانعكاس نفسي، لعدم رضاه عن شكله وقلة ثقته بنفسه، ويدخل دوامة لا تنتهي من إجراء جراحات تجميلية متعددة، وغالبا لا يجد النتيجة التي ترضيه كل مرة، لأنه يبحث من وجهة نظره عن الكمال، وهذا غير قابل للتحقق ،في الاخر هي قناعات داخلية، 

والأهم ألا نكلف أنفسنا ما لا نطيق، ولا نقع ضحية في دائرة الإدمان، والجهل و الندم





الكاتبة ندى صبر 

@nada_sabor