الاثنين، 4 أغسطس 2025

ذوو الاحتياجات الخاصة ليسوا جسر عبور

 انتشرت في الأونة الأخيرة ظاهرة إستغلال «ذوي الاحتياجات الخاصة» وقد لاحظنا صورا ومسميات بين صفحات التواصل الاجتماعي بعناوين مختلفة (أصحاب الهمم، فرق التحدي، العظماء، الأبطال...) كلمات مزخرفة لانفهم منها سوى أن المعاق يستغل ويستخدم كجسر عبور إلى متطلباتهم بطريقة غير مباشرة حتى وإن كانت إعتراضاته صامتة على ما يحدث فهي ظاهرة مقززة شكلا ومضمونا.

لقد طغت على حياتنا المجاملات، ولكي لا أعمم ولا أظلم أحدا، فسأسميه النفاق الإجتماعي الذي تجاوز الحد المعقول، حيث أصبح الإعتماد فيه بشكل أساسي على أسلوب التّلوين والتقليب والتلاعب بالمبادئ وسقوط الأخلاق بهدف الحصول على هدفٍ شخصي أو إعطاء صورة غير واقعية، وأياًّ كانت الصور فالغاية واحدة وهي إعطاء هذه الفئة المستهدفة الأماني العالية لغرض الشهرة وشفقة الناس بـ " التسول الخفي " وذلك كله يعتبر من التعدي على إنسانيتهم دون النظر إلى حالتهم التي تتطلب الوقوف بجانبهم ومساعدتهم على الدوام.

وبرغم أننا نجد أن الدولة لا تهتم بالرعاية الصحية فحسب بل تهتم بشتى الجوانب المتعلقة بهم ومراعاة اوضاعهم والإهتمام بحقّهم في التّعليم والتّأهيل والرّعاية والتّشغيل وأيضا بتدريب أسر ذوي الإعاقة على كيفية العناية بهم ورعايتهم، إلا أن من واجبنا حفظهم من الإستخدام الغير مشروع لهم سواء كان هذا الإستخدام نفسيا او معنويا أو جسديًا أو ماديًا، وتجنب الإستهتار في التعامل مع أي موقف لهم كـتصدرهم في الإحتفالات ساعات كثيرة وتحفيزهم بآمال مديدة، رغبة في تحقيق دعم وطموحات سعيدة من قبل جهات وجمعيات عديدة.

عدم المبالغة في الثناء على الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة عند قيامهم بأعمال عادية يقوم بها الأشخاص الطبيعيون، والإنتباه الى عدم إظهار الشفقة أو مساعدتهم أو حتى تصويرهم دون أن نستأذنهم والسؤال إذا كانوا بحاجة لذلك أم لا وذلك احترام لخصوصيتهم.

ختاما، لابد ان نرتقي لتكون أعمالنا الخيرية خالصة لوجه الله متجهة نحو الإنسانية، فنحن نحتاج إلى المصداقية في التعامل بمحاربة كل أشكال النفاق الإجتماعي والإستغلال والعمل على بناء حياة عصرية قائمة على القيم الأخلاقية والدينية، وبالتالي نضمن الرقي الحضاري في المجتمع .

نظرية القنفذ

 نحن نسعى دائمًا لبناء شبكة من العلاقات، التي تُشكِّل جزءًا من هويّتنا ونمونا الشخصي، ولأن الإنسان اجتماعي بطبعه، ويطمح دائمًا للاستقرار في حياته، ويحتاج للأمان والاهتمام والراحة، والمودة والسعادة.

ولن تدوم هذه المشاعر، إلا بالوسطية والتعامل باتزان، مع الأشخاص الذين نتعايش معهم، لأننا نحتاج لبعضنا، مع العلم لا نستطيع أن نحيا منعزلين، برغم أننا خلقنا مختلفين ومنفردين، ولا يوجد إنسان نسخة طبق الأصل عن الآخر، ولكن الاقتراب الشديد من الناس أحيانًا لا يكون موفقًا، بقدر ما هو استنزاف للمشاعر والأحاسيس، وأفضل العلاقات وأكثرها ديمومة، هي المبنية على الاحترام المتبادل، دون تجاوز الحدود من كلا الطرفين.

نحن نحتاج للاتزان بين الاختلاط والتباعد، وذلك بضبط المسافة الآمنة، ولو أن الشمس اقتربت منا ميلًا واحدًا فقط، لأحرقت الأرض، ولو ابتعدت عنا ميلًا لتجمد كل ما حولنا.

إن إدارة المسافات فن يجب علينا تفهمه وإتقانه، فيجب ألا نكون بعيدين حد العزلة والقطع، ولا قريبين حد الاندماج والتمادي.

كما تعلمنا من نظرية القنفذ، فالنظرية باختصار هي رسالة مضمونها، الحفاظ على مسافة الأمان بينك وبين الآخرين.. والأهم تطبيقها على العلاقات الإنسانية..

الرسالة ثرية، وهي في قصة ذكرها الفيلسوف الألماني (شوبنهاور) تقول: "إن مجموعة من القنافذ اقتربت من بعضها في إحدى ليالي الشتاء المتجمدة طلبًا للدفء، وهربًا من الجو الجليدي شديد البرودة، لكن المشكلة أنّ الشوك الذي على جسم القنفذ يجعل عملية تقاربه مع أبناء جنسه صعبة ومؤلمة؛ نظرًا لأنهم كلّما اقترّبوا من بعضهم فإن الشوك الذي على أجسامهم يؤذيهم، مما يسبب لهم المزيد من الألم. فيقرّرون الابتعاد عن بعضهم، ثم يشعرون بالبرد فتتجمد أطرافهم، فيحتاجون للدفء في أحضان أصدقائهم! فيقتربون مرة أخرى وهكذا...".

بقوا على هذه الحال بين ألم الاقتراب، وهجير الانفصال؛ إلا أن القنفذ وجد حلًا لهذه القضية، واستحدث طريقة بسيطة ناجحة، وهي عملية سماها شوبنهاور الـ safe distance (المسافة الآمنة)، فاستطاع القنفذ أن يختار مسافة معينة من السلامة، مسافة تضمن له الدفء الكافي، وفي نفس الوقت أقل درجة ممكنة من الألم.

ختامًا العلاقة الإنسانية بدون حدود، تكثر فيها المشاكل وتصبح سلبياتها أكثر من إيجابياتها، ويكون ذلك سبب لعدم نموها، لذا نحرص على ضبط مسافة آمنة مع الآخرين، احترامًا لخصوصية كلا الطرفين، حتى وإن كانا أقرب المقربين، وأيضًا لضمان طريق للرجعة.

السبت، 15 فبراير 2025

شعبنة آل صبر

 




شعبنة آل صبر 


فيض من المشاعر والاشجان 

 و ينابيع الحب العميقة والحنان  .. 

أجتماع بعد اجتماع يصعدان إلى الآفاق ويرتقيان

 قطرة من بحور اجدادنا زمان 

وذكرى لمحبتهم والامتنان

 وبكل مافيها من احاسيس ووجدان 

ترابط الأهل نعمة وكِنز وصلة للرحمن، 

جمعتهم سيدتان من ال صبر بمحبة يقدرها كل قلبٍ واعٍ وإنسان 

 الغاليتان عفاف صبر وراويه صبر وهن جوهرتان 

ألهمهم الله البصيرة والحِكمة والبيان

تسمو الروح بالعم منصور صبر وتتجدد المشاعر الحسان

وزادنا كرما العم حسن صبر والعم رضا صبر فلهم من الخير أجران 

 حِماهم فيضٌ من رضا المولى المنان

عذرا إذا استعصى قلمي دون عنان

 فهو حبيس الالحان

ونثر الحروف دون اتزان 

يارب لك الحمد والشكران

فقد تطاير اليوم الشوق من الوجدان 

عائلتي قيثارة عزا وفخرا على مدى الازمان 

روحي فاضت بها شغفا وجنان

آل صبر فيض عالي الشان

هبة السماء ومنحة الديان

وفيها الشهود احرف البيان 

 في جمعة الأهل الطب والشعر يتفقان

نُسقى بهما ينابيعنا ويستقيان

 علاج للروح والجسد يجتمعان

ويقف الشعراء احتراما متأملان

ترابط متين وغاسل للهموم والأحزان

في كل لقاء نفحة من عاطر الريحان

 فلا نُحلق بعيدًا عنهم لأي مكان 

 إلا إذا باعدت بيننا الظروف والازمان 

وهذا بيان الحب أكتبه لكم بكل حب وامتنان 


محبتكم ندى محمد صبر